الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
1- ما جاء فى قول كلمة "رمضان"
للأسف الكثير منا لا يدري بأن قول لفظ رمضان دون اسباقها بكلمة شهر مكروه (!!!)
وكان بعض الفقهاء القدامى يرى الكفارة لمن قال رمضان بدون اضافة شهر والكفارة على وجه الاستحباب لا الوجوب.
والدليل عل ذلك مارواه ثقة الإسلام الكليني (رض) في الكافي:
- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ (ع) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لا تَقُولُوا رَمَضَانَ وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ
وروى (رض) أيضا في نفس الباب:
- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ كُنَّا عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ فَذَكَرْنَا رَمَضَانَ فَقَالَ لا تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ وَلا ذَهَبَ رَمَضَانُ وَلا جَاءَ رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَجِيءُ وَلا يَذْهَبُ وَإِنَّمَا يَجِيءُ وَيَذْهَبُ الزَّائِلُ وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ فَإِنَّ الشَّهْرَ مُضَافٌ إِلَى الاسْمِ وَالاسْمُ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ جَعَلَهُ مَثَلاً وَعِيداً
ونقل الحر العاملي (ره) في الوسائل عن:
عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ الإِقْبَالِ نَقْلاً مِنْ كِتَابِ الْجَعْفَرِيَّاتِ وَهِيَ أَلْفُ حَدِيثٍ بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ عَظِيمِ الشَّأْنِ إِلَى مَوْلانَا مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (ع) عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع) قَالَ لا تَقُولُوا رَمَضَانُ فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ فَمَنْ قَالَهُ فَلْيَتَصَدَّقْ وَلْيَصُمْ كَفَّارَةً لِقَوْلِهِ وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ
قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"
ملحوظة هامة هناك من يقول
"قال(صلى الله عليه وسلم) " لاتقولوا رمضان ,فإن رمضان أسم من اسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان"
اسناده :
هذا الحديث غير صحيح ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
الشيخ محمد العويد
2- مــا جاء فى قول رمضان "كريم"
حكم ذلك أن هذه الكلمة "رمضان كريم" غير صحيحة
وإنما يقال: "رمضان مبارك" وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي
حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً
فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف
الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم
في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجب على
الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات
الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فالحكمة من
فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل،
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس
وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال هذا الجاهل: إن هذا الشهر لشرفه
وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين "
( 20 / السؤال رقم 254 ) .